الکاتبة: منی
طالبة التخصص
موضوع : حب الوطنی
وطني هو أمي الثانية، والحضن الدافئ الذي لا أشعر بالحنان إلا فيه. فحب الوطن جاء مع الإنسان منذ ولادته,والوطن يستحق منا هذا الحب وأكثر، ومن لا يحب وطنه إنسان لا خير فيه.
وطنك ما كان موئلا لك، وتعيش فيه براحة في دينك ودُنياك، وليس الوطن مجرَّد بقُعة جغرافية تأكل وتشرب فيها، وهي تسيء لشخصك أو لدينك …
فلا تتركوا الحنين إلى بلادكم، ولكنْ لا يكن هذا سبب عيشكم بذل ومهانة فيها.
فالوطن ليس مجرّد الأرض التي ولدت فيها دون إرادة منك، بل هو الأرض التي تقرر أن تمضي فيها بعزة وكرامة ما بقي لك من عمرك
فقد قال سيدنا سلمانُ الفارسيُّ لسيدنا أبي الدرداءِ رضي الله عنهما لمّا دعاه إلى سُكنى الشامِ الأرضِ المقدَّسة: إنَّ الأرضَ لا تُقدِّسُ أحدًا، وإنما يُقدِّس الإنسانَ عملُه.
إنَّ الله ابتلى نبيَّه عليه الصلاةُ والسلام بالهجرة وفراقِ الوطن.
بلادي وإن هانت علي عزيزة
ولو أنني أعرى بها وأجوع
وما أنا إلا المسك في كلِّ بلدةٍ
أضوع وأما عندكم فأضيع
فالشاعرُ يتكلّم عن محبَّتِه لبلدِه وإنْ ساء المعاشُ فيها، لكنه يُشبِّه نفسَه بعدَ ذلك بالمِسْك، الذي يَنتشر عبيرُه في كلِّ مكانٍ، إلا أنه في بلده ـ التي حلَّ فيها الظلمُّ ـ يَضيع ولا يُعرف قدرُه، فلا بدَّ له مِن الترحال والهجرة.
فإنْ كان الحنينُ أو الحبُّ للوطن مشوبًا بتأييد ظالمٍ أو نفاقٍ لطاغوت: فهذا عينُ الخذلان.
Load/Hide Comments